الحنيذ

الطبق الفائز بلقب منطقة فنون الطهي 2024 لطعمه الغني بنكهته الفريدة، وطريقة إعداده، وتفاصيل الأرض التي عرفت العالم عليه.

الحنيذ في عسير

فالمواشي المختارة لطبق الحنيذ مختارة بعناية بعد أن ربت بين حقول عسير الخصبة، وتغذت بأعشابها اليانعة، ورعت بين غاباتها الخضراء الوارفة بأشجار السدر والقرض والسمرة والطلح، ثم توضع في تنور غالبا ما يحفر في الأرض على عمق محدد، يشعل فيه الحطب حتى يُصبح جمرا متوهجا تُرصّ عليه قطع اللحم على شكل طبقات، يفصل بينها بعض النباتات التي تمنحه نكهة طبيعية مميزة مثل "المرخ" أو "السلع"، وتُغطى الحفرة بالخيش ثم طبقة من التراب حتى لا يدخل إليها الهواء، ويُقدم بعد مرور ما يقارب الساعتين مع الأرز أو الخبز والعسل.

ينتشر طبق الحنيذ في كافة أرجاء منطقة عسير؛ وتشتهر به المناطق الساحلية بشكل خاص كمحافظة محايل ورجال ألمع. وتقديم الحنيذ يعد رمزا لكرم الضيافة بين أهالي عسير، يبادرون بتحضيره في مناسباتهم الخاصة، ويكرمون ضيوفهم بإعداد ولائم حافلة بالأطباق المحلية الشعبية والذي يتقدمها الحنيذ. هذه المكانة المميزة لطبق الحنيذ جعلته الطبق الرسمي لمنطقة عسير كما أعلنت هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة ضمن مبادرة "روايات الأطباق الوطنية، وأطباق المناطق"، في استثمار لطبق الحنيذ كقيمة رمزية، وتوثيق طريقة إعداده التي لا تخلو من تفاصيل فنية وثقافية أصيلة مرتبطة بالمنطقة، وتعريف الجمهور به محليا ودوليا، والمحافظة عليه كوجه من أوجه التراث الثقافي.

ابدأ رحلتك