كأحد أشهر الأشجار المعمرة في منطقة عسير، تبرز شجرة "البن" التي لقت اهتماما خاصا بالعناية والزراعة والاستثمار في المجتمع العسيري الذي تعد أصدار منطقة السراة وسهولها مناطق بيئية طبيعية لنموها وتكاثرها، نظرا لخصوبة أرضها وأمطارها الكثيفة كل عام.
تاريخ إنتاج البن في منطقة عسير يمتد لمئات السنين حيث كان أحد أهم المحاصيل التبادل التجاري بين عسير والمناطق الأخرى، كما كان البن يمثل قيمة تراثية واجتماعية مهمة في حياة الأهالي ويعتبر تقديم هدية من حبوب البن قيمة معنوية كبيرة كانت منتشرة بين الأهالي حتى وقت قريب نظرا لندرته، وارتفاع قيمته.
تزايد الاهتمام بأشجار البن في السنوات الأخيرة، وإعادة إحياء المزارع التي تحتوي على أشجار البن نظرا لأهميته الاقتصادية العالية، وتميز نكهة البن العربي عن غيره من أنواع البن، ودعما لمسيرة التنمية الوطنية والاستدامة الاقتصادية من منتجات ومحاصيل عسير والذي يعد البن أهمها. أنشأت على إثر ذلك جمعيات خاصة بالبن تعتني بنشر التوعية الزراعية والبيئية لمزارعي البن، واستقطاب الشراكات، والاستثمار المحلي والدولي، الذي يساهم في صناعة وطنية مختصة لإنتاج بن "الأربيكا" المميز والقادم من جبال عسير.
تصل عدد أشجار البن في منطقة عسير لما يزيد عن عشرين ألف شجرة، تنتج ما يقارب 250 طنا من البن الأخضر، و83 طنا من البن الجاف كل عام، كما تُستخدم قشور البن في صنع مشروب محلي شهير يُعرف "بالقشر". تُزرع أشجار البن في مختلف محافظات ومراكز منطقة عسير مثل أبها، ورجال ألمع، وسراة عبيدة، والمجاردة، وبلقرن، وبارق. قصة البن قديمة في تاريخ عسير، محملة بالعبق والذائقة الرفيعة لمشروب عالمي له تقديره وتراثه الخاص في عسير.