رحلة بين السحاب
على قمم السروات شمال مدينة أبها يقع مركز بلّسمر أحد قبائل رجال بنو الأسمر من رجال الحجر العريقة التي اتخذت هذا الموقع الخصب مقرًا لها بتربته وطبيعته الخضراء، ومناخه المعتدل صيفا والممطر أغلب أشهر السنة. أصبحت بلسمر وجهة سياحية مفضلة للسياح لما تجسده من تفاصيل السياحة النقية، وبما اشتهرت به من محاصيل زراعية تكاد تختص بها لجودتها ومنافستها ذات المحاصيل من مناطق أخرى كالقمح والشعير، بالإضافة لإنتاج السمن والعسل بوفرة.
وللآثار في بلسمر قصة خاصة نشهد تفاصيلها في وادي "عياء" الذي يمتد بشكل منبسط لمسافات طويلة باتساع متفاوت مكّنه من أن يكون مقرًا لأحد أقدم الحضارات في جزيرة العرب، يدل على ذلك التصميم الفريد في آثار البناء التي تتواجد بالوادي بدءًا بالحصون والقلاع الحربية في مقدمته التي تشكل واجهة لحماية ما خلفها من أسوار ومنازل وأسواق اندثرت مع الزمن وبقي منها الأثر الذي يبهر زائريها. ومما يميز آثار بلسمر "الرسوس" التي توجد في مناطقها الأثرية ولا توجد في كثيرا من مناطق العالم، وهي عبارة عن مقابر بنيت على شكل طبقات بعضها فوق بعض، تمتد بعضها لأربعة طوابق حجرية كل واحد منها يُسمى "رسًا" ويضم رفات شخص واحد.
تتوزع الجبال الشاهقة على مساحات بلسمر الشاسعة وتصبح بوديانها وغاباتها وجهة للسائحين الشغوفين بتسلق الجبال واكتشاف الغابات ومتنزهًا للساكنين والزائرين، مثل منتزه ومطل شعف آل خريم، ومنتزه خلقة، ومنتزه وادي خضّار.
بلسمر خيار مميز بين باقة المراكز والقرى الوادعة شمال أبها.
18.790766284751935
42.266494295771125