منذ ما يقارب مئة عام تقف "قلعة شمسان" شرقة مدينة أبها كحارس لا ينام للمدينة الحالمة. تمتاز قلعة شمسان بموقعها المميز على أحد القمم المرتفعة في مدينة أبها مما يجعلها تعطي صورة بانورامية مذهلة للمدينة من كل الاتجاهات وتحقق الغرض الذي بُنيت من أجله قديما للحماية والمراقبة.
تمتاز قلعة شمسان ببنائها المميز الذي استخدمت فيه قطعا كبيرة من صخور الجرانيت مثلت الواجهات الأمامية للقلعة وجدرانها الداخلية، و"كُحّلت" الفراغات بين الصخور الكبيرة بقطع من الصخور الرقيقة الصغيرة التي جلبت من سفوح جبال عسير، أما أسقفها فقد بنيت باستخدام الجذوع الضخمة لأشجار العرعر المنتشرة في غابات السودة. تتكون القلعة من ثلاثة أبراج يُحيط بها سور خارجي، كُسيت واجهته الشمالية بالجص الأبيض الذي يمنحها منظرا مميزا من ذلك الارتفاع.
تعكس قلعة شمسان التاريخ العمراني في منطقة عسير، وتعطي صورة واضحة عن تراث المنطقة في حقب زمنية متفاوتة لا زالت تحكيها عاما بعد عام. فيجد السائح المهتم بالسياحة التاريخية، في القلعة التي أُعيد ترميمها والعناية بها، يجد ضالته بالتقرب من التاريخ وعمق الحضارة في عسير. يستطيع الزائر لهذه الوجه السياحية المميزة في قلب مدينة أبها أن يتجول في ممرات القلعة المضاءة والمرصوفة بنمط يتفق مع أساليب العمارة فيها، وأن يشهد الفعاليات المختلفة التي تقام على ساحتها، ويشاهد المدينة من ارتفاع مميز بعود منه بذكرى لا تُنسى، وصورا مشبعة برائحة التاريخ العريق.
عرض المزيد