أرهف سمعك لخرير الشلالات المُنسابة على الصخور الملساء بين التراث والطبيعة!
شارك
كجوهرة سوداء؛ تتوهج قرية غية المكونة من 15 منزلا، ومسجدا، وعين ماء، بين بقايا التكوينات الصخرية الملساء شديدة الانزلاق، على ارتفاع 700 متر بين الجبال في مركز خاط التابع لمحافظة المجاردة في منطقة عسير. تُحيط المدرجات الخضراء بالقرية من كل جانب، وتنهمر من حولها شلالات متدفقة بصخب في أيام نزول المطر، لتُشكل من الأعلى منظرا بانوراميا لجمال الطبيعة، لقرية فاتنة تشكل حلقة وصل بين القمم والسهول.
تمثل قرية غية مثالا لعبقرية الإنسان ومقدرته على اختيار مكانا يناسب احتياجاته اليومية للحياة، وأن يشيده بفن ومهارة واتقان. فغية بنيت من حجارة الجبال الملساء ذات اللون الغامق، وسقوفها شيدت بالأخشاب والطين ما يمنحها بُعدا تاريخيا وثقافيا مميزا لدقة تفاصيل العمران وقدمه، ولما تحويه بعض منازلها من بقايا لأواني تراثية، وفوانيس، وأدوات الزراعية، والرحى التي تدل على حياة كانت عامرة بالحياة والدهشة.
قرية غية تمنح السائح الباحث عن المغامرة والاكتشاف فرصة التسلق نحوها متحديا الصخور الملساء الزلقة، والتجول برفقة التاريخ والحضارة بين بيوتها وممراتها، والانتعاش بين عيونها العذبة، ومدرجاتها الخضراء التي تحتضنها بمحبة.
