اقرأ قصصا من تحالف الذكريات مع التاريخ، وأخبار الرجال ذوي العزم.
شارك
في قرية "ذهبان" القديمة وسط محافظ خميس مشيط تقف قصور آل مشيط بشموخ على بعد 35 كيلو من مدينة أبها. كان يُعرف القصر باسم قصر "مشرف"، ويعد من أقدم القصور في منطقة عسير وأبرزها لأثره التاريخي والسياسي في المنطقة فقد شهد بداية ولاء منطقة عسير للملك عبد العزيز، وكان مقرا لاستقبال الملوك والأمراء والمشايخ والوفود الرسمية المهمة القادمة للمنطقة، وفيه سكن أول قاض تم تعيينه في عهد الملك عبد العزيز.
بُني القصر من الطين والرمل المميز في المنطقة بطريقة تراثية، وتتزين واجهاتها بالجص الأبيض الذي يُعيطه أشكالا جمالية ملحوظة في بروزات واضحة مرتكزة على ألواح خشبية موزعه بشكل متناسق مع أعداد النوافذ التي تقل كلما أرتفع القصر.
تتنوع أجزاء القصر الداخلية وطبقاته حسب استخداماته في ذلك الوقت، فخُصصت الأدوار الأرضية للخدم وما يليها للضيوف واستقبال الزوار، وبقية الغرف للاستخدام الشخصي، أو لتخزين الحبوب. كما توجد مرابط للخيل، ومرابض للمواشي، وبئر ومسجد جامع لتشكل قرية متكاملة بحد ذاتها.
ولأهمية هذه القصور ورمزيتها في تاريخ عسير فقد أعيد ترميمها وفتحها لاستقبال السائحين من مختلف العالم، حيث يستطيع الزائر لها ضمن جدوله السياحي الحافل في منطقة عسير أن يضعها في قائمته ليتعرف على رموز التاريخ وعمق التاريخ في هذه القصور، أو أن يشهد بعض الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية والرقصات الشعبية التي تقام فيها من وقت لآخر خاصة في فترات الأعياد، وأثناء مواسم السياحة الصيفية.
