العسل أحد أهم المنتجات الزراعية في منطقة عسير نظرا لما تمتاز به من تنوع طبيعي ومناخي بين قمم جبالها وسهول تهائمها، وهي أحد المنتجات المحلية التي تعرف في عسير بجودتها وتميزها منذ عشرات السنين حتى أصبحت ممارسة مهنة النحالة حرفة خاصة يملك الكثير من أبناء عسير المهارة والخبرة في ممارستها.
يقوم النحالون في عسير برحلتي الصيف والشتاء في تتبع لمواسم الخيرات، ولضمان وفرة الإنتاج طيلة العام. فيشهد الصيف توافد آلاف النحالين لمدرجات السراة المخضرة عقب مواسم الأمطار، لتتغذى النحلات على الأشجار والشجيرات المزهرة كأشجار الطلح، والضرم، والشرم، والأثل والأراك، وللحفاظ في الوقت ذاته على خلايا النحل والنحل وملكته من اشتداد الحرارة في سهول وأودية تهامة في مواسم الصيف التي ينتقلون إليها شتاء لبدء انتاج العسل المستخرج من أشجار السلم، والسمر، والسدر، والضهيان، والسيال، والعرفج.
يحظى انتاج وصناعة النحل اهتماما خاصا في منطقة عسير، ومتابعة دقيقة من الأجهزة الحكومية حيث إنه أحد مبادرات رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، من خلال تسهيل الخدمات اللوجستية المهمة للنحالين، وتقديم الدعم والإرشاد المستمر، وتطوير برامج خاصة لتربية النحل وتطوير سلالاته المحلية والمحافظة عليها، وإنتاج العسل بجودة وكفاءة، وتحسين قدرات النحالين من خلال البحث والتطوير، مع الحفاظ على المراعي النحلية وحمايتها.
العسل المستخرج من سهول عسير يعتبر من أكثر الهدايا المرغوبة التي يقدمها العسيري لضيوفه على أطباقه، أو كهدية عينية يحملها بمحبة لأصحابه وأقاربه.
وهذا ما تحقق في منافسات تحدي الهدايا الغذائية العالمي عام 2023م من المعهد الدولي لفن الطهي والثقافة والسياحة، الذي اختار عسل السدر التهامي لجائزة "أفضل مذاق"، بمشاركة هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة السعودية.