تجول بين تفاصيل مضيافة تعرض لك مهارة أيديها، وألوان ذائقتها!
سوق الثلاثاء في وسط مدينة أبها أحد المواقع المهمة التي تحمل رمزية تاريخية، وثقافية، واجتماعية في منطقة عسير، ومحركا مهما للتجارة والاقتصاد منذ ما يقارب 200 عام. وقد تنقل موقع سوق الثلاثاء عدة مرات خلال فترات متفاوتة من الزمن حتى استقر في موضعه الحالي بالقرب من قرية المفتاحة الثقافية، في وسط مدين أبها وعلى ضفاف واديها، وعرف بهذا الاسم لانعقاده في يوم الثلاثاء حيث كان سوقا أسبوعيا يتوافد عليه الناس من مختلف مناطق عسير وخارجها، حتى أصبح مع الزمن سوقا متاحا للزيارة والتجارة كل أيام الأسبوع، ولكنه ينشط يوم الثلاثاء، ويصبح له زخمه الخاص فيه.
كان سوق الثلاثاء في أبها كأغلب الأسواق الشعبية في منطقة عسير مقرا إعلاميا واجتماعيا فضلا عن كونه مقرا تجاريا. فقد كانت أخبار القبائل والأسر تؤخذ من مرتاديه، وجلسات الصلح والاتفاق والعهود مقرًا له، وإعلان المفقودات والمسروقات والاحتياجات تتداول بين رواده. وللسوق أعرافا وقوانينا صارمة لا يتجاوزها المجتمع أو يعتدي عليها، كضمان سلامة البضائع، وعدم الغش، والعدل في البيع مع مراعات ظروف الناس وأحوالهم التي قد تتغير مع تغير مواسم الجدب والقحط.
استمر السوق في نشاطه الاجتماعي والتجاري حتى اليوم، وأصبح في موقعه الجديد يضم ما يزيد عن مائتي محل وبسطة تُعرض فيها مختلف المنتجات: كالعسل بأنواعه، والمشغولات الفضية، والمصنوعات القديمة كالفخار، والحديد، وأدوات الزراعة والصيد، والأسلحة التقليدية. وتجد فيه النساء أجمل ما يمكن اقتناءه من أزياء شعبية خاصة الثوب العسيري المميز بخياطته الملونة، والمنديل الأصفر، وكذلك المصوغات والحلي الشعبية، وأدوات الطبخ التقليدية، والنباتات العطرية كالريحان، والنعناع، والشيح، والخُزامى.
سوق الثلاثاء في أبها أحد أهم الوجهات التي ينبغي على السائح أن يضعها في قائمة زيارته لعسير، سيخرج منها بتجربة مميزة في مشاهدة الناس، والتعرف على تراث المنطقة على أيدي أهلها، وقد يقتني بعض الهدايا التذكارية التي يحتفظ بها كذكرى ثرية، أو يُقدمها لمحبيه.
معالم أخرى
عرض المزيد