بين امتداد جبال السروات شرق منطقة عسير وبداية سطوع الرمال الذهبية لصحراء الربع الخالي تقع محافظة بيشة على ضفاف واديها الخصيب وروافده المتعددة، بعيونها الجارية، ومزارع النخيل الباسقة، وتراثها العريق، ونهضتها العمرانية المميزة. جعل موقع بيشة المتميز منها طريقا للقوافل منذ العصور القديمة، أقدمها طريق الفيل، ما جعلها مهيأة للاستيطان البشري على مدى العصور، ونشوء نهضة مصاحبة لها تتمثل بعضها فيما تبقى من آثار ونقوش ومبانٍ أثرية، وشواهد على وجود مناجم قديمة ما يعني قيام نهضة صناعية وتجارية فيها. كما في منطقة العبلاء الأثرية، وقرية تُبّالة التي تحتوي على عدد من النقوش الأثرية والكتابات الثمودية، وآثار المباني ذات الطابع الهندسي والمعماري الفريد، وقد ذكرت في أشعار كثير من شعراء العرب الجاهليين. وفيها أيضا يوجد قصر شعلان الذي بُني في عهد الدولة السعودية الأولى ويعد مزارا تاريخيا لقاصدي مدينة بيشة حتى اليوم.
من أشهر معالم بيشة يبرز جبل "الصايرة" بمظهره الجليدي الأبيض، وحجارته الملونة العاكسة بين عدد من الجبال الداكنة، ليصبح مزارا يرتاح حوله سكان المنطقة، ويستكشفه محبي المغامرة والإثارة. وفي امتداد لتدفقه من جبال السروات، ينساب وادي ترج بضفافه الخضراء ومياهه الجارية ليشكل صورة بديعة تجمع فيها بيشة بين الرمال اللاهبة والسهول الخصيبة. ويبرز سد الملك فهد في بيشة كأحد أكبر مظاهر التنمية في المحافظة باعتباره أكبر السدود الخرسانية في العالم، ليسهم في ثراء الثروة الزراعية في بيشة التي يتصدرها النخل وما ينتجه من أندر وأشهر أنواع التمور كصفري بيشة، والبرني، والصفراء والقسبة، إضافة إلى مختلف أنواع الفواكه والخضروات.
وتمثل الأسواق في بيشة انعكاسا لوفرة محاصيلها الزراعية، ونشاطها الصناعي والتجاري، لتبرز أسواقها الشعبية في حراكها المتسارع كسوق نمران الذي يذكره التاريخ من مئات السنين، وغيره من الأسواق التي تُسمى بأيام الأسبوع حسب موعد ومكان انعقادها.
19.978221843823235
42.614936863811586