في تناغم بين الصحراء والمرتفعات الصخرية تقع محافظة تثليث على وهاد وادي تثليث الخصيب وتفرعاته من أودية أخرى، لتشكل نوعين مناخيين يحمل كل منه مزاياه الخاصة وأثره في نمط الحياة، وطرق كسب المعيشة، ما بين نظام بدوي يعتمد على رعي الإبل المنتشرة بكثرة في تثليث بألوانها الداكنة وفصائلها النادرة، ونظام حضري يعتمد على الزراعة في سهولها الغربية وخاصة زراعة النخيل وما تجود به من تمور وصناعات متعلقة به.
ولتثليث مكانة تاريخية قديمة، نظرًا لوقوعها على امتداد طريق القوافل التجارية في مختلف العصور، لذلك فهي غنية بالآثار المختلفة، والنقوش، وبقايا المباني الأثرية.
في مركز جاش المذكور اسمه في عدد من كتب التاريخ والمخطوطات القديمة نجد آثارا لأبنية حجرية قديمة، ونقوشا وكتابات باللغة الحميرية المندثرة كتبت على جبل "القنة"، وآثار تعدينية، وتشكيلات حجرية مثبتة بقوة، تشبه بقايا السدود والمقابر عند جبل "الرزة". كما يوجد حصن جاش المبني من لوحين حجريين أُكمل بناؤهما بالطين على ارتفاع أربع طوابق.
الطبيعة الممتدة لتثليث بين الصحراء والهضاب جعلت منها هدفا لمحبي المغامرات واكتشاف الصخور الملساء المتناثرة فيها كصخرة "أم حيد" التي يحيط بها جدول مياه جارٍ، أو عشاق رحلات السفاري على رمال الصحراء والتخييم تحت سمائها الصافية.
19.5512539342078
43.498559688019256