على ربوة مرتفعة من حرة بركانية ذات تشكيلات صخرية حادة غرب منطقة عسير تقع محافظة البرك الوادعة مطلة على شطآن البحر الأحمر برمالها البيضاء الناعمة، لتشكل خُلجان طبيعية أمام ساحل البحر تجعل منها وجهةً سياحية بحرية لمنطقة عسير ومشتى يزدحم بالزائرين. يكتشف المغامرون صفاء شواطئ البرك بقيامهم برحلات الغوص بين الشعب المرجانية وغابات المانغروف، أو بصيد الأسماك في قوارب الصيادون المحليون الذين يمتهنون صيد السمك كحرفة أساسية لمعيشتهم.
تثري البرك المهتمين بالتاريخ والآثار بما تضمه على امتدادها من آثار لافته كسور البرك القديم ببنائه الحجري الحصين الممتد حتى البحر والذي أقيم منذ آلاف السنين حماية للمدينة التي كانت طريقا لرحلات التجارة والحج، يتوسطه حصن منيع كان مركزا لمراقبة المدينة وسالكي طريقها. كما يوجد بها مسجد أبي بكر الصديق الذي بناه في طريق هجرته للحبشة في سنوات الإسلام الأولى يجاوره بئر "المجدور" الأثري بمياه العذبة المتدفقة والتي تعد مصدرا وحيدا للمياه العذبة في البرك رغم قربه من شاطئ البحر.
ويقف جبل "العش" في البرك حاملا على سطحه عددا من النقوش الأثرية، والكتابات القديمة التي يعود بعضها لعصور قديمة كأسماء أعلام وآلهة قديمة. وشرقا حيث الحرات البركانية تبرز بعض المعالم الحجرية الدائرية التي يرجح أن تكون مقابر قديمة.
يعبر البرك من الجبال مجاري لأودية كبيرة أشهرها وادي ذهبان، ووادي عرمرم الذي تزهر على ضفتيه مسطحات خضراء يرعى فيه أهالي البرك مواشيهم، ويقضون أوقاتهم في التنزه.
البرك تجربة غنية بين البحر والتاريخ.
18.21082298721624
41.538770217058804