عبق التاريخ
كبوابة أخيرة لمنطقة عسير باتجاه الجنوب الشرقي تقع محافظة ظهران الجنوب بين مرتفعات شاهقة من الجبال المهيبة بألوانها الداكنة ومهابط شلالاتها المنهمرة عقب مواسم الأمطار الصيفية كل عام. تطل تلك الجبال على أودية عذراء غنية بالتنوع الطبيعي والبيئي، وتشكل تجربة جريئة لمكتشفيها.
يقع منفذ "علب" الحدودي في أحد نواحي ظهران الجنوب بين جبالها العالية ما يعطيها موقعا استراتيجيا مهما، وتمتد حقولها الوارفة ببساتين مثمرة بأشهى الفواكه والمحاصيل الزراعية المنوعة. وترسم أوديتها لوحة طبيعية بضفافها المزهرة بالخزامى والأعشاب الطبيعية وتنتهي بعضها بسدود مائية وادعة تمثل متنزهات طبيعية لسكانها وزائريها الباحثين عن السكينة والدعة كسد وادي آل فروان، ووادي الشط، ووادي عراعر.
تحفر ظهران الجنوب ذاكرتها الخاصة في عمق التاريخ، فقد كانت ممرا للقوافل التجارية القديمة التي عرفت "برحلات الشتاء" ليشكل طريقا تجاريا خلف العابرون به آثارهم من نقوش ورسوم وكتابات قديمة على جنبات "درب البخور" على صخور جبال "كتام" وجبال "المبرح" وجبل "عزّان". كما أنها كانت ضمن "طريق الفيل" في رحلة أبرهة الحبشي لهدم الكعبة ورصف حينها جيشه طريقا حجريا لعبورهم ما زالت بعض آثاره ظاهرة في "المصلولة" و"قاوية" والثويلة".
ولزائر ظهران الجنوب الخيَار للتعرف على حضارتها العمرانية في قراها التراثية القديمة وسط المدينة ذات البناء الطيني المميز وحصونها العالية وبقايا من آبار حجرية ومساجد بُنيت من عهد الصحابة.
ظهران الجنوب ثراء يُشعرك بهيبة الطبيعة والتاريخ.
17.662878373708192
43.49948374315678