على ارتفاع ثلاثة آلاف متر عن سطح البحر تقع السودة بغاباتها الكثيفة، وأجوائها الباردة شتاءً، والمنعشة صيفاً، التي جعلتها المصيف الأول في المملكة منذ عشرات السنين الذي اعتاد محبيها من الزوار والسيّاح كل عام أن يلتحفوا الغيم مستظلين في أكنان شجر العرعر المعمّر، ويعيشون تجربة صعود الجبال، ملتقطين الصور النادرة لمكتبة ذكرياتهم عن أجمل مناطق المملكة.
تبعد السودة 30 كلم عن وسط مدينة أبها، ويوجد بها تنوّعاً في التضاريس لمحبي الطبيعة، وتجارب مثيرة للمغامرين، وتمتاز بكثافة غاباتها، ووفرة محاصيلها وخاصة القمح الذي يتمايل في أرجاء حقولها كل صيف كأمواج من الذهب، وتشهد تنوعا إحيائيا من الكائنات المختلفة من سِباع، وطيور.
تعرف السودة منذ مئات السنين حيث بُنيت في موقع له صخور سوداء مرتفعة اختار الأهالي بناء بيوتهم الحجرية عليها قديمة، وعرفت تلك المساكن بقرية السودة كان بناءها متقاربا، له ممرات أرضية فيما بينها، يحيط بها سور خارجي لحفظ أمنها ليلا، من أشهرها قصر آل علية. كما توجد في محيط القرى المجاورة للسودة عدد من القصور والقلاع التاريخية والأثرية كقصور ال أبو سراح في قرية العزيزة، وقلاع وقصور آل أبو نقطة المتحمي في قرية طبب.
تطل قمم السودة على أودية تهامة الساحقة، وأغوارها الخضراء بشلالاتها المنحدرة، ضبابها الكثيف أغلب مواسم العام، تتيح العربات المعلقة " التلفريك" تجربةً سياحية مدهشة وسط الغابات وبين تضاريس الجبال الشاهقة، والأغوار، والأودية، ومن خلالها يمكن الوصول إلى تهامة وسهولها، بالإضافة لعدد من العقبات التي تربط القمم بالأودية.
تعطي السودة بثراءها الطبيعي والبيئي تجربة "الريف العسيري" في قُراها الحالمة المتناثرة بين سهولها والتعرف على أحد أكبر المحميات الطبيعية في المملكة، محمية "ريدة"، ومنتزهاتها الطبيعية كمنتزه تهلل ومنتزه السحاب، والتجول حول شلالاتها وأوديتها الجارية وعيونها العذبة كعين "الذيبة" وتذوق مختلف الأصناف من الأطعمة الشهية التي تؤخذ من خيرات أرضها، والتمتع بتجارب مختلفة في السياحة الصحية، والرياضية، والبيئية، واكتشاف العمران القديم والآثار والنقوش الملهمة كما تظهر على "الصخرة الحمراء" في أعلى قممها.
18.268141637566423
42.37774335798596