في موقع مميز جنوب مدينة أبها تسكن محافظة سراة عبيدة متدثرة السحاب وجارة للقمر، محاطة بالجبال الشاهقة والأودية العميقة والهضاب الخضراء. وتمتاز كجاراتها من المحافظات والقرى بمناخها المعتدل صيفا والبارد شتاء مع أمطار موسمية تسهم في ازدهار النشاط الزراعي في المحافظة. عند التجول في سراة عبيدة الراكضة في مسار التطور والتنمية ستجد عددا من المجسمات الجمالية موزعة في طرقاتها.
يهتم السائحون عند زيارة سراة عبيدة بالتمتع بمعالمها الطبيعية من جبال شاهقة كجبال المجاز، وجبل ظلم الذي توجد به آثار لمرابط خيول أبي زيد الهلالي، أو التمتع بجمال أوديتها وضفافها العناء مثل وادي الجوف أو السروي. بينما تعد المنتزهات الطبيعية عنصر جاذب لقضاء يوم ممتع في عزلة مع الخضرة كما في منتزه الرميداء بمياهه الجوفية العذبة، أو منتزه الجمّاء بأشجاره الكثيفة.
تمتاز سراة عبيدة بالنظام الاجتماعي المبني على التكاتف والتعاون والانسجام، يتجلى هذا المشهد برفقة العوامل الحضارية والتاريخية في أشهر القرى التراثية في منطقة عسير: "قرية آل خلف" التي تمثّل بطرق تصميمها وسراديب طرقها، ومحتوى تفاصيلها دروسًا متقنة في فنون العمارة باستخدام خامات وأدوات المنطقة، والبناء المتقن في بساطة وقوة ضمن إطار تحدده احتياجات المجتمع وتطلعاته. تضمن القرية بقصابها وبيوتها الطينية جولة ممتعة يجدها الزائر لسراة عبيدة ويكتشف من خلالها الغار الشهير بأعمدته المرمرية، وغرفه الأربعة، وبئر "برحا" المحفور يدويا بمياهه المتدفقة والمنسوب لبني هلال. كما يمكن لزوار سراة عبيدة التمتع بجولة تراثية في متحف "ابن معتق" المليء بتفاصيل المكان وتاريخه التي لا تُنسى.
18.108893160344884
43.13747406364705